قصة حب واقعية
جرت أحداث هذه القصة في أحد المدن الساحلية. ويرويها بطلها الذي نراه روحا بلا جسد.
يبدأ بطل القصة بالكلام…
خرجت من المنزل ذاهبا إلى السوبر ماركت لقضاء بعض متطلبات عائلتي , ولم أكن أدري بأني ذاهب لجنةٍ طالما حلمت بها. وحين وصلت الى السوبر ماركت
أنا : ليش ما امر ناحية المجلات بالاول وبعدين اشوف الطلبات العجيبة هذه.
وبينما أنا أسير ناحية ركن الصحف , مر أمام عيني ما لم أكن أتوقع وجوده على وجه هذه الأرض. مضت ثواني سريعة وأنا محدق في لا شئ .
كانت صورة الفتاة التي مرت أمام عيني لا تزال منقوشة في عيني وفي بالي ايضا .
أكملت مسيري حيث لا هدف محدد متمتما : ما شاء الله , رشاقة الجسم, سحر العين الممزوج ببراءة, رقة الملامح, شفايف للهمس بس. ياترى هذه مثلنا,تاكل وتشرب وداخلها دم و كبد وبنكرياس وطحال؟؟
وقطع سلسلة الاستفسارات والتفسيرات رؤيتي لها مجددا في ركن الصحف.بدأت أسترق النظرات لها من كل زاوية , ولاحظت بأن الفتاه توجه سهام نظراتها نحوي على إستحياء , وربما رفقا بي.وبينما أنا ألقي على نفسي مئات الاستفسارات عن مغزى تلك النظرات, كنت أجد مئات التفسيرات و الاف التهزيئات. وفي أثناء تساقط كل هذه الحروف والكلمات , كانت الملاك ,الفتاه, لا تزال تتوجه لي بنظرات متخفية باللعب بالنظارات أحيانا وبالتقليب بين المجلات أحيانا أخرى . وحدث في تلك اللحظة ما لم أكن أتوقعه من نفسي, سحبت أحد المجلات من على الرف , وكانت مجلة باللغة الإنجليزية متخصصة بالرياضة, وعلى غلافها الداخلي كتبت رقمي, وأرجعتها كما كانت.وذهبت بعيدا حيث لا شأن لي, وقد انقطعت وسائل الاتصال بين العضلات والمخ جراء توقف الأخير عن العمل.وبعد فترة لا أستطيع تحديد طولها او قصرها , توجهت ناحية الصحف, ولم أجد للمجلة أثرا.وكنت قد لمحت الفتاه خارجة متوجهة الى سيارتها الفارهة من خلال زجاج السوبر ماركت.ورجعت للمنزل مسرعا , ووصلت , وسحبت جهاز التلفون منتظرا الاتصال الذي لم يكن سوى حلم.
وبعد أيام , وبعد ان غابت الفتاه عن ذاكرتي, وان كنت لازلت محتفظا بتفاصيل وجهها الملائكي, جاء الاتصال الموعود ودار الحديث التالي
انا : الو
صوت فتاه على الطرف الآخر : الو
انا : هلا
الفتاه : …
انا : مرحبا…الو…
الفتاه : …
انا : احد متصل ؟؟؟
الفتاه بصوت نفس متقطع : ايه انا.
انا : هلا …امري؟؟خير؟؟
الفتاه : حبيت اسال عن واحد مرقم بالسوبر ماركت وبمجلة رياضة وانجليزية بعد؟؟
لم أعرف ماذا أقول سوى بعض الحروف الغير متلاصقة , وحين استرددت وعيي تكلمت
قائلا : ايه انا.
الفتاه : …
انا: معاك سعود
الفتاه : عبير
وبعد دقائق قليله انتهت محادثتنا على ان يكون اتصالنا في الغد.وتوالت الاتصالات بيننا , وفي أحد الأيام طلبت منها ان نتقابل وبعد ان وافقت
عبير : بشرط ما نقعد, نمشي بس.
انا : شدعوة؟؟خايفه؟؟
عبير: …
انا: اوكيه , ولايهمك.
وتم اللقاء الأول ,ومعه اول الهدايا .وكانت اول هديه منها عبارة عن ساعة فاخره , اما اول هدية مني كانت وردة حمراء ولعبه صغيره على شكل دب ابيض صغير.
وفي أحد الأيام كنت مصابا برجلي , كالعاده.
عبير : الف سلامة عليك يا بعد عمري , ما تشوف شر, فيني ولا فيك انشالله.. شصار؟؟شفيك؟تكلم؟
انا: الله يسلمك , شوي شوي اكلتيني , مافي شي والله ,كدمة بسيطة , لاتصيرين نفس امي.
عبير : يسلام , اصير مثلها واكثر بعد ,شنو يعني؟؟تتوقع تحبك اكثر مني؟؟
انا : شنو؟؟؟
عبير: اقصد انها تحبك
انا : شتقولين انتي؟؟
عبير: المهم تقدر تطلع اليوم؟؟
انا: لا والله عيوني, المشي ما اقدر له , خلينا نقعد بالكوفي شوب؟
عبير: لالالالا, ماقدر انت عارف
انا : اوكيه خلاص , ولو اني كنت ناوي اعزمك على حسابك هههههههه
عبير: لا تزعل مني بس ما قدر
انا : خلاص عادي والله
وبعد مرور فتره على الهاتف,فاجأتني
بقولها :خلاص سعود , انا انتظرك بكره, نفس المكان , تجي ونطلع مع بعض
انا و المفاجأة قد عقدت لساني: اوكيه ولا يهمك.
و على الموعد المحدد, التقيت بها ثم توجهنا الى السيارة ودقات قلوبنا يكاد يسمعها الانس والجن.وبعد ان ركبنا السيارة واعتدنا على الوضع الجديد, فتحت مسجل السيارة وتركت أمر الشريط لعبير.وحين عجزت عن التحكم بالمسجل مددت يدي بطريقة تلقائية , فإذا بأيادينا تتلامس, وحينها حاولت عبير سحب يدها, ولكنني شددت عليها.وبعد لحظات خففت من قوة ضغطي على يدها, فإذا بعبير تتمسك بيدي اكثر واكثر. ولم تترك يدي الا حين أرجعتها.
وفي اتصالنا المعتاد في نفس الليلة , جرى هذا الجزء من الحوار
انا:امممممم ودي اقولك شي بس متردد ولاني عارف شلون ووين ابدى؟
عبير: ابدا من مكان ولا تتردد, وخليك سعود اللي اعرفه,اللي بقلبه على لسانه , امر
انا : بصراحة…شصار على الدبدوب و الورده ؟؟
عبير: الدبدوب ما انام الا وانا حاضنته , والوردة محافظة عليها للحين, بس ليش؟؟
انا : الوردة اكيد ببيجي لها يوم وما يصير لها لا لون ولا ريحه وتقطينها…صح؟
عبير: مو شرط ,وبعدين ترى هذه وردة حسية, وردة حبك اللي بقلبي مراح تذبل أبد
انا: ها؟؟
عبير: ها؟؟لا , اقول الورد زين , يحطونه بالحدايق.ما قلت لك شصار بالمدرسة اليوم….
ولفت عبير دفة الحوار , بينما اشتعلت في داخلي النار. وتجاذبنا أطراف الحديث , ثم فجأة تغير مجرى الحديث كما يلي
عبير : سعود , ليش جبت لي ورده ودبدوب؟؟يعني أقصد ليه ماجبت شي ثاني؟
انا:…
وقد تكسرت أمالي برومانسيتها وأحسست بان ما أسمعه من أفواه الشباب عن الفتيات صحيح.وكأن صدى تكسر آمالي قد وصل لمسامعها
فقالت :تدري , والله اني كنت مراح افرح بالدرجة هذه لو كنت جبت لي هدية ثانيه.ولو اني ادري انك كنت بتجيب لي , كان شرطت عليك ورد حمرا ………
انا مقاطعا لها بحدة ممزوجة بالحزن: وليش ما توقعتي؟؟ هو صحيح اني مراح اقدر اجيب لك شي بمستوى فخامة هديتك, لكن هم اللي كنت بجيبه بيكون حلو وراقي.لكن انا تعمدت اني اجيب لك الوردة والدب مخصوص و ……
عبير : سعوووووووود , شفيك؟؟ والله مافكرت بطريقتك هذه, حرام عليك والله .
انا : اسف, بس طريقتك كانت فيها استفزاز
عبير: اسفة , وبعدين بزعل عليك لو جبت لي هديه غير الورد او الالعاب الصغيره , اوكيه حبيبي؟؟
انا : ها؟؟شقلتي؟؟
عبير: ها؟؟لا اقول الورد حلو مع الدبدوب…..
انا: عبير , شقلتي؟؟
عبير وقد اختلط بتنهيد وصوت بكاء خفيف : ياربي…سعود , احبك
انا : ها؟؟شنو؟؟شقلتي؟؟
عبير: احبك, اموت فيك
انا : …
عبير :…
انا :…
عبير :…
انا: عبير؟؟
عبير: هلا يا روح عبير
انا: احبك
وبدأنا بسباق محموم للعواطف امتلأت به أعيننا من الدموع
انا : اوعديني بشي
عبير : اوعدك بقلبي وروحي,مراح اتركك لحالك,بكون لك سند ,بوقف في وجه الدنيا عشان خاطرك, ابي اترك الدنيا واسكن بقلبك,مراح اكون لغيرك, لاني احبك
انا:وعهدي لك اني ما تنازل عنك واحطك بقلبي واحميك من ظلم الدنيا وانورها لك بنور عيني .
وبدأت قصة حب نادرة , قصة وفاء وإخلاص وتضحية.ففي أصعب الأوقات ,لم أجد بجانبي خيرا من عبير, التي وقت معي وشدت من أزري في اصعب المواقف , تحملت مزاجي المتقلب من وراء ظروف صعبه تحملت هفواتي واصلحتها لي.
وقضينا فتره من احلى فترات الحياة.لا يوجد أي مصطلح يفي بتلك الليالي, ولا تجمع الحروف والكلمات يخلق جملا تصفها.
وفي أحد أيام عيد الفطر, وبعد ان إنقطع الاتصال بيننا لعدة ايام لأسباب لم اكن أعرفها,جاء هذا الاتصال
انا : الو
صوت فتاه على الطرف الأخر : الو ..السلام عليكم
انا : وعليكم السلام
الفتاه :عبير موجوده؟؟
انا: غلطانه بالرقم اختي
الفتاه:لحظة لحظة , تعرف عبير؟؟
انا: نعم؟؟منو انتي؟؟وشتبين؟؟وين عبير؟؟
الفتاه:اسمع سعود انا بنت خالتها, واعرف انك انسان عاقل وفاهم ومؤمن وهذا بشهادة الكل من بينهم المرحومة و ……..........
انا: عاقل مين وشهادة مين ومرحومة مين؟؟اللي مات الله يرحمه بس انا ابي عبير وينها؟؟؟وش فيها ما تتصل ولا ترد ولا شي؟شصاير؟؟فيها شي؟؟
الفتاه:عبير ماتت يا سعود
انا: طيب, بس قولي لها خل تتصل بسرعة لاني مو ناقص حرق أعصاب اوكيه؟
الفتاه وقد على صوت بكائها وصراخها: شفيك انت؟؟ماتفهم؟؟اقولك البنت ماتت , عبير ماتت
انا: لا انتي تكذبين,قولي شصاير؟؟
الفتاه : والله ما كذب , عبير ماتت حبيبتك ماتت.
انا :………………………
الفتاه: ادعي الله يغفر لها ويرحمها , والله كان حبها لك اسطوري وكان آخر ما على لسانها سعود حبيبي .
ولم استطع ترجمة باقي حديث الفتاه,كان كلامها غير واضح بسبب حالتها وبسبب حالتي ايضا.
وبدأت محاولات حثيثة لمعرفة الصدق, عرفت بأن الخبر صحيح
وهكذا انتهت عبير , فانتهت أحلى قصة حب , وانتهيت انا ايضا
وبالنهاية ارفق لكم رسالة لمن توارت خلف التراب
حبيبتي
أعرف بأن لن تصلك رسالتي
ولكن متأكد بأن روحي متلهفة للخلاص من هذه الدنيا من أجل لقاء روحك الطاهرة
حبيبتي, توقعت بعد وفاتك بأني سأنساك, أو تكوني لي كقصة قرأتها, وأن حبي لك ما هو إلا حب التجربة الأولى, لكن وجدت بأن الأيام تزيدني لك حبا, والمصاعب والمصائب تزيدني بك تعلقا وقربا, واختلاف دنيانا يزيدني ايمانا بماضينا
صغيرتي
سامحيني إن لم أستطع نسيانك
سامحيني إن كنت أفتخر بحبنا
سامحيني إن كنت لا أقوى على مسح دموعي
لقد كنت لي جنة الله في أرضه , لم أعرف للقلق معنى وانا بين يديك
لم اشعر ببرد الليالي وانا نائم على صدرك
نسيت معنى الخوف فترة إقامتي في قلبك
لم أبالي بغدر الزمان وانا في حضنك
حبيبتي
سامحيني ان خنتك بعد رحيلك
ولكنني أعاهدك ببقاء عرشك في قلبي والى الأبد…مهما كلفني
فلا يوجد غيرك ولا بعدك من تهدف الى عرش في القلب
وان وجد..فلن تستطيع بناء عرشها كما بنيتيه انتي
ولم أجد بعدك غير العبث والكذب وزيف المشاعر واللعب والانانية والتقصير
عبير
احبك